منقول عن فاس 24
عواصف هوجاء و زلازل على سلم مدمر،يجتاح حزب العدالة و التنمية بفاس،بعد أن قرر الكاتب الجهوي" للبيجيدين" الراضي السلاوني، تقديم استقالته من رئاسة البلدية أو ما يسمى مقاطعة سايس،و التخلي عن عضويته بمجلس المدينة و المجالس المنتخبة،بسبب صراعات نارية غالبا ما ستخلف حرائق يصعب على إخوان بنكيران السيطرة عليها في القريب العاجل.
استقالة السلاوني من مهامه ،أملتها صراعات خفية،يقودها البرلماني في الكواليس البرلماني عبدالله عبداللاوي و رئيس مقاطعة اكدال و المقاول في مجال المدارس الخصوصية،و ذلك بسبب إزاحة الراضي من منافسته على رأس لائحة المصباح بالدائرة الجنوبية،مما عجل بالعبدلاوي بتسخير أتباعه و خاصة الكيناني النائب الثاني لرئيس مقاطعة سايس و المشكل لطائفة قبيلة "الصحراويين،و النائب الرابع لحبيب لمراني الملقب ب قذافي المستشارين،بالزج بهم لتقديم استقالتهم من مهام التفويض لأكثر من شهرين،و الدخول على خط نار محاربة الكاتب الجهوي للحزب.
فبينما كان الراضي السلاوني يطوف حول الكعبة و زيارة قبر النبي في رحلة عمرة إلى الديار المقدسة للتخفيف من حدة نوابه الذين يفتقدون الى تجربة تسيير الشأن العام،كانت الدسائس تتحرك بقوة لاستقباله،و الدفع بتنحيته من مهامه الانتخابية،فيما كان البرلماني العبدلاوي يدفع بقوة لتشكيل حلف و تسخير وسائل مشروعة وغير مشروعة لمحاربة السلاوني و تنحيته .
و مع عودة السلاوني من الديار المقدسة،وجد الدسائس تنتظره و خيانة الدخلاء على الحزب الذي ساهم في تأسيسه بالجهة،يعدون له العدة،و أنهم مستعدون لمنازلته بملفات ربما يعتبرها مقبرون منه مخدومة على شكل حرب العصابات،عجل بالسلاوني رفقة العمدة الازمي و المنتخبين بجماعة سايس،بعقد اجتماع عاصف استمر حتى مطلع الفجر جعل الجميع ينشط في وضع الدسائس ،و تخلو عن صلاة الفجر،لان المسألة هي مسألة حياة أو موت بالنسبة للعبدلاوي و من معه.
و مع النية المبيتة و الدسائس و الخيانة العظمى التي حس بها الكاتب الجهوي السلاوني ،قرر أن يقدم هو سبعة مستشارين استقالتهم من مهامهم داخل مجلس مقاطعة سايس و من الحزب بصفة نهائية،عجل بالعمدة الازمي إلى قدوم إلى فا سالت يغيب عنها كثيرا بصفته الوزارية، رأب الصدع الذي قد يحرق ما غنموه من انتخابات شتنبر المنصرم،و مع الضعط على المستشارين قرروا التراجع عن الاستقالة،فيما ظل السلاوني متشبثا بها،ليعمل على تنزيلها صباح اليوم الجمعة بمكتب الضبط.و كذب مقربين الراضي" ان الرجل ظروفه الصحية فهي لا علاقة بالموضوع".
فاس24،كانت متريثة في تنزيل صراع صقور العدالة و التنمية،و كيف استطاع نائب العمدة الحارثي و كاتب المجلس الوزاني القادم من حبو الاحرار و البرلماني العبدلاوي،ان يلفوا عليهم سكوك الغفران ويشكلون مثلث الموت عوض مواجهة خصومهم السياسيين ،لجئوا إلى تصفية الحسابات الداخلية،و فرض بنود التحكم في العمدة و تسييره بطيرقة "التليكوموند" ،و الذين يشتغلون جاهدون إلى توريطه في أمور هو غنى عنها،فكيف لنائب عمدة المدينة أن يتدخل في كل شيء،يقوم مقام السلطات المحلية،يضغط على المؤسسات العمومية بطرقه الخاصة في محاولة تنزيل دسائسه و خدمة مصلحة المقربين منه،فحتى الازبال المنزلية و الطبية و المطارح أصبح يعرف و يتخصص فيها لخدمة ملفات سنتطرق إليها لاحقا.
منتخبي العدالة و التنمية من الحارثي القادم من الاتحاد الاشتراكي،و العبدلاوي من حزب الشورى و الاستقلال،مما يظهر أنهم دخلاء على الحزب،مع العلم أن ساكنة فاس لم تصوت عل أسمائهم بقدر ما صوتت على التغيير و البديل الذي لمسوه سابقا في "المصباح"،غير أن تسيير شؤون المدينة من بداية أكتوبر المنصرم إلى نهاية أبريل الحالي،يعني بالتمام و الكمال سبعة أشهر من التدبير،اظهر للساكنة مدى ندمهم وغضبهم عن الأصوات التي منحوها لأمثال الحارثي،الذي أصبح يهدد بقطع أرزاق الناس،و بالعبدلاوي الذي يحاول جاهدا تشتيت العدالة و التنمية،لان همه ليس "المصباح" أو محاربة الفساد بقدر ما يفكر بعقلية "الماركوتينغ"مع صديقه بائع الصباغة المتردية في الأسواق.
فاس24،واكبت تجربة العدالة و التنمية،و استشفت أن العمدة الازمي يسير إلى الهاوية بالحزب و بالمدينة،لأنه أصبح مدجن من ثلاثي الموت،لا يستطيع أن يتحرك إلى إي مكان بدونهم، و لكنه لا يعلم ما يدور في الخفاء لان منصبه كوزير لا يمكنه مواكبة حروب دروب فاس العالمة.فكيف لمدينة أصبحت تعيش على واقع انفجار اجتماعي،و إفلاس التجار و ركود الرواج ،فيما النائب الثالث يقوم مقام السلطات،و يقدم نفسه انه هو الناهي و المنتهي، عمل على شتم الموظفين،قرر مواجهة شرفاء العدالة و التنمية،فحتى النائب الاول بنحميدة أصبح مكانه غير مرغوب فيه بمجلس المدينة لان للحارثي له المفاتيح السحرية و البحور العطرية لإغراق العمدة الازمي.
حزب العدالة و التنمية بكل حقيقة مرة و مؤلمة ليس بخير، "المصباح" الذي صوتت عليه الساكنة،كان همهم إضاءة شوارعهم و دروبهم الدامسة،غير ان واقع الحال ان نار "المصباح" ستحرق الأخضر و اليابس،إن لم يتدخل عقلاء الحزب بوضع القاطرة على سكتها الحقيقية،و الابتعاد عن الحوادث الاجتماعية التي قد تخلف ضحايا في حزب كان يراد له هو البديل.
بدون مزايدات،و بدون تزلف و الكل يعرف الخط التحريري لفاس 24، ساكنة فاس و مستثمري فاس الذي هربوا عليها،و جميع المتدخلين الكل بصفاتهم،أصبحوا يحنون إلى فترة شباط رغم مساوئها ،لان فاس لها خصوصيتها،و إذا كان "البيجيدين" يحاربون التحكم،فإن لهم أتباع دخلاء يقولون "مامفكينش" للنيل من المؤسسات و قمع الساكنة و ترهيب التجار و ترغيب المستثمرين.
و العودة إلى موضوع ،الكاتب الجهوي لحزب العدالة و التنمية الراضي السلاوني،المعروف لدى ساكنة فاس، و المنفتح على جميع الفصائل الاجتماعية،و المتمكن من استمالة ناخبي المدينة للتصويت على "المصباح"، ورجل التواصل مع مختلف وسائل الاعلام عكس الآخرين من إخوانه الطي لا يستطيعون فتح افواههم إلا عند طبيب الأسنان ،أقر مقربين له لفاس24،انه لم يرغب يوما في معاودة الترشح للانتخابات التشريعية القادمة،و انه مر بتجربة في المجال، و كان هم هو فتح المجال لعقلاء الحزب الترشح كالعمدة الازمي و بنحميدة،غير أن النزول الاضطراري لأتباع العبدلاوي الذي يدافع بكل أنيابه ليترشح للمرة القادمة لأنه يقدم نفسه هو المخزون المالي "للمصباح"،و المدعم لكل اللوائح لتوفره على ثروة المقاولات و المدارس الخصوصية،و أن مقعد البرلمان عنده هو حياة أو موت.
تعليقات