بشيرة بن مراد أعظم امرأة تونسية قضت عمرها تحت الإقامة الجبرية
بشيرة بن مراد
أعظم امرأة تونسية قضت عمرها تحت الإقامة الجبرية
الجدة و الأم و المرشدة لا أزال أتذكرها بكل تقاسيم وجهها المنير، الكل يقف احتراما لـ للا بشيرة هكذا كنا نناديها، كانت زيارتنا إليها كثيرة كيف لا وهي جدتي ولا أزال أتذكر جيدا وعظها و إرشادها لي بالدراسة جيدا و الابتعاد عن السياسة . كما طلبت مني ذات مرة بأن أزور المغرب لا لشيء بل لتذكرني بأن عائلتنا وهي عائلة آل الزهار هي من أصول مغربية شريفة أي من سلالة الرسول صلى الله عليه وسلم . وفعلا تم ذلك وأتممت دراستي العليا هناك ، بل أكثر من ذلك أصبحت مقيما قاطنا بالمغرب الأقصى الذي فتح لي ذراعيه......
كانت للا بشيرة تقطن مع عمي الأكبر حمادي الزهار إلى أن وافتها المنية، رحمها الله و أسكنها فسيح جنانه .
نبذة عن حياة للا بشيرة
بشيرة بن مراد: ولدت سنة 1913-وتوفيت يوم 4 ماي/أيار1993). هي رائدة الحركة النسائية في تونس. ولدت بالعاصمة التونسية في عائلة عريقة في العلم والدين. إذ كان جدها الشيخ أحمد بن مراد مفتيا حنفيا، وكان والدها الشيخ محمد الصالح بن مراد شيخ الإسلام الحنفي.
تكوينها
تلقت بشيرة بن مراد تعليمها على أيدي عدد من مشائخ جامع الزيتونة، ومن بينهم جدها نفسه، بالإضافة إلى جانب آخرين ومن بينهم محمد مناشو الذي علمها الإنشاء والكتابة، وفرج عباس ، ومحمد بوذينة. وقد حفظت جانبا من القرآن الكريم وتعلمت العربية، كما حفظت كثيرا من الشعر العربي. وهو ما مكنها من الكتابة الصحفية والخطابة في المحافل النسائية وحتى المختلطة.
حياتها المدنية
تزوجت بشيرة بن مراد سنة 1929 من الشيخ صالح الزهار (المتوفى سنة 1952)، وكان يعمل في سلك العدول. وقد شجعها على القيام بنشاطها الوطني والنسائي
في الاتحاد النسائي
برزت بشيرة بن مراد إلى جانب أختها نجيبة وعدد من نساء الأرستقراطية التونسية في الأعمال الخيرية. ثم كانت في ديسمبر 1936 من بين عدد من النساء اللاتي أسسن أول جمعية نسائية تونسية هي الاتحاد النسائي الإسلامي التونسي، ثم تقدمن سنة 1938 بمطلب للاعتراف بها وبقيت الجمعية تنشط رغم أنها لم تحصل على التأشيرة إلا سنة 1951.
لقد اقترن اسم بشيرة بن مراد بالاتحاد النسائي الإسلامي التونسي، والملفت أنها وجدت تشجيعا من والدها الذي كان منذ بضع سنوات فقط من أبرز معارضي الطاهر الحداد رائد تحرير المرأة في تونس.
توالت على قيادة الاتحاد النسائي الإسلامي التونسي عدد من نساء الأرستقراطية التونسية، ومن بينهن خاصة بشيرة بن مراد التي ترأست هذه المنظمة منذ نشأتها إلى أن وقع حلها، إلى جانب التي تولت الكتابة العامة ونجيبة وثلاثتهن بنات شيخ الإسلام محمد الصالح بن مراد، إلى جانب سارة بن الخوجة ابنة الشيخ الزيتوني الحاج علي بن الخوجة، والسيدة نبيهة بن ميلاد زوجة الدكتور أحمد بن ميلاد، وتوحيدة بن الشيخ، أول طبيبة تونسية، وبدرة بن مصطفى القروي ونعيمة بن صالح وجليلة بن حميدة مزالي ومنجية بن عز الدين... كما أسندت الرئاسة الشرفية لهذا الاتحاد للأميرة عائشة.
كان الاتحاد النسائي الإسلامي التونسي منظمة وطنية امتدت فروعها داخل البلاد، إذ فتح فروعا له شمالا (الكاف ونابل) وجنوبا (تطاوين)، بالإضافة إلى عدد من المدن الهامة الأخرى مثل سوسة، والقيروان... وعلى صعيد آخر بعث الاتحاد فرعا كشفيا تحت عنوان حبيبات الكشافة، بهدف تحسيس الأمهات بأهمية الحركة الكشفية والسماح لأبنائهن بالمشاركة فيها.
تركزت أنشطة الاتحاد النسائي الإسلامي التونسي على الأعمال الخيرية أساسا، حيث نظم عدة حفلات لفائدة الطلبة التونسيين الدارسين بفرنسا، ومن تلك الحفلات الحفلة التي نظمها بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس جمعية طلبة شمال أفريقيا المسلمين بفرنسا (1927-1937) كما آزر الاتحاد الحركة الكشفية التونسية، وفي أواخر الأربعينات ساند القضية الفلسطينية.
ساهمت بشيرة بن مراد بالكتابة الصحفية في عدد من الدوريات من بينها مجلة المسرح (1937) ومجلة والدها "شمس الإسلام" (1938) وقد تناولت مواضيع تهم المرأة أساسا. من بين أقوالها : "ليس في الحياة المنزلية ما ينقص مقام المرأة ولا ما يحط من شرفها ولا مما يصح أن يقال فيه: إنها مظلومة الجانب مهضومة الحق، لأن تقسيم الأعمال بين الجنسين ضروري... يجب على المرأة أن تضرب بسهم في الحياة فلا بد من تربيتها تربية دينية صالحة لتكون مستعدة لحمل الأمانة التي قضى الله عليها بحملها وحفظها". ولا شك أن هذا الخطاب يعكس نظرة محافظة تعكس ولا شك تأثر بشيرة بن مراد بمحيطها العائلي.
ومن بين ما دعت إليه بشيرة بن مراد التعليم، وفي هذا المعنى كتبت سنة 1938 ما يلي: "المرأة التونسية تطورت وسمت أفكارها وصارت تراقب سير الأمور وهي تستحسن وتستهجن وتمدح وتذم وتفهم حالة البلاد من كل نواحيها. تشارك في المجتمعات الخيرية والاجتماعية العلمية. وإني لمسرورة بكل ذلك. وقد أسمع أحيانا بعض ما يقلقني، مثل الإعراض عن الزواج ونحو ذلك.
وإني أدعو قومنا للعمل بجد وكذ في سبيل العلم والمعرفة وتأسيس المدارس ونشر التعليم وإزالة العقبات من وجه الفتاة التونسية وترك الأحاديث والتشمير عن ساعد الجد في سبيل العمل المفيد" (جريدة تونس الفتاة، 20 نوفمبر 1938).بعد الاستقلال استبعدت بشيرة بن مراد من المساهمة الفعلية في العمل النسائي.
المراجع
• أبو القاسم محمد كرو، حصاد العمر، ج 2، دار المغرب العربي، تونس 1998.
• محمد حمدان، أعلام الإعلام في تونس (1860-1956)، مركز التوثيق القومي، تونس 1991.
• محمد ضيف الله، "معالم الحركة النسائية في تونس (1936-1956)، مساهمة في التأريخ للحياة الجمعياتية"، في مجلة روافد، ع 1، تونس، 1995، ص 108-138.
• زهرة الجلاصي، "بشيرة بن مراد... الرمز النضالي، إنجازات وشهادات"، مجلة حقائق (التونسية)، 14-21 ماي/أيار 1993.
• "زعيمة الحركة النسائية التونسية، السيدة بشيرة بن مراد"، مجلة الإلهام، جانفي 1956، ص 19-21.
• محمود شمام، بشيرة بن مراد، زعيمة النهضة النسائية بتونس، مطبعة "Pdblici-T"-رادس-تونس 2001.
•
• محمد ضيف الله، "معالم الحركة النسائية في تونس (1936-1956)، مساهمة في التأريخ للحياة الجمعياتية"، في روافد، ع 1، تونس، 1995، ص 108-138.
• زهرة الجلاصي، "بشيرة بن مراد... الرمز النضالي، إنجازات وشهادات"، مجلة حقائق (التونسية)، 14-21 ماي/أيار 1993.
• "زعيمة الحركة النسائية التونسية، السيدة بشيرة بن مراد"، مجلة الإلهام، جانفي 1956، ص 19-21.
• محمود شمام، بشيرة بن مراد، زعيمة النهضة النسائية بتونس، مطبعة "Pdblici-T"-رادس-تونس 2001.
تعليقات